الرئيسة  |  تأملات                                                          

تأملات: كورونا السلاح الفتاك

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

ليس مسموحًا لأحد أن ينازع الله أو يتحداه جلَّ وعلا بادعائه القدرة على التصرف في الأشياء والتحكم المطلق فيها ونسبتها إلى علمه ومشيئته، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(1)، وليس مسموحًا لأحد أن يقتل عباد الله المسلمين أو أحدًا من أهل الذمة، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}(2)، وليس مسموحًا لأحد أن يفتخر بعرقه على الأعراق الأخرى، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(3)؛ وقال : «ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه»(4). فالذين نازعوا الله في ردائه وعظمته ونسبوا العلوم إلى أنفسهم، أو قتلوا عباده المسلمين، أو تكبروا وافتخروا بعرقهم وتعالوا على الأعراق الأخرى فإن الله جلَّ وعلا يقصمهم قصمًا ويكسرهم كسرًا ويذلهم ذلاً ويفضحهم ويجعلهم عبرة للناس أجمعين، فهو عزَّ شأنه لن يرسل طائرات أو صواريخ أو دبابات فهذه الأسلحة مجتمعة على ضخامتها فهي ضعيفة جدًا مقارنة بجندي خفي من جنود الله لا تُرى الآلاف منه بالعين المجردة من صغره، فيهاجم الأجسام في داخلها فلا يستطيعون له دفعًا ولا علاجًا فيهلكهم الله به أو يشلهم ويجعلهم طريحي الفراش. هكذا هو فيروس كورونا.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.

عدنان الطَرشَة

___________________

(1) سورة يونس، الآية: 24.

(2) سورة النساء، الآية: 93.

(3) سورة الحجرات، الآية: 13.

(4) صحيح مسلم.

تنزيل pdf