الرئيسة  |  تأملات                                                          

تأملات: كورونا وحياة الناس

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

لقد شتت الشمل وفرق الجمع، حاصر المدن حصارًا لم تعرفه من قبل، أفرغ الشوارع حتى صارت خاوية على عروشها، هاجم أقوى الدول التي تفتخر بأسلحتها الجبارة كحاملات الطائرات والغواصات والسفن والقواعد الحربية فجعلها مشلولة وعاجزة ومستسلمة له لا تقوى على مواجهته ولا عن الدفاع عن أطقمها الذين هاجمهم، عطل السفر وأغلق المطارات والمرافئ، وعطل التنقل وأوقف الحافلات والسيارات، أغلق الجامعات والمدارس، وأغلق الأسواق والمجمعات التجارية، عطل التجارة وضرب الاقتصاد وميزانيات الدول وأصابها بالعجز الكبير وكبدها خسائر بالمليارات، أفلس الشركات والمؤسسات والمحال التجارية، وعطل ملايين الناس عن العمل، عطل الأنشطة والبطولات والاحتفالات الرياضية والاجتماعية وغيرها ومنع حضور الجمهور إليها، فرض الحبس المنزلي ومنع تجول الناس وباعد بينهم وجعل كل فرد منهم يخاف الآخر فلا يسمح له بلمسه ولا بالاقتراب منه ولو كان من المقربين إليه، أغلق المساجد وعطل المسلمين عن أداء الصلاة فيها وعطل أداء العمرة في المسجد الحرام، زلزل الدول العظمى والحكومات القوية وكسر كبرياءها وأظهر ضعفها وجعلها تأن من الوجع، وزلزل عروش الزعماء والمسؤولين وكشف ضعفهم، فأصاب عددًا منهم فهم ما بين ميت أو طريح الفراش أو مسجون في الحجر الصحي، ووجه الضربات القاضية للبعض الآخر فدك العظمة التي يفتخرون بها وجعلهم ضعفاء يستجدون المساعدة من الآخرين ويطلبون منهم تزويدهم بالواقيات والأدوات الطبية اللازمة، فرض على الدول نظامه العالمي الجديد الخاص به، بعد أن كانت بعض الدول تخطط لفرض نظامها العالمي الجديد الخاص بها، فأرغم العالم على اتباع سنن وعادات، وجعلهم يقومون بسلوكيات وأفعال لم يفعلوها من قبل، ودفعهم وسيدفعهم إلى سن أنظمة وقوانين لم يسبق لها مثيل، وقد جعل الناس يتبعون نظام حياة جديد حتى صارت الحياة على الكرة الأرضية بعد مجيئه ليست كما قبله.

إنه فيروس كورونا وما أدراك ما كورونا؟! قال الله تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: 56] فبيده الملك سبحانه، وله التصرف، وما من شيء إلا تحت ملكه وقهره وسلطانه، فلا إله إلا هو، ولا رب سواه.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.

عدنان الطَرشَة

تنزيل pdf