الرئيسة  |  الموقع الإسلامي                                                          

الاستعانة بالشيطان!

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

إنها لكلمة سيئة وشنيعة وبغيضة تلك التي تتكرر على ألسنة عدد من الناس الذين تستضيفهم القنوات الفضائية المختلفة حيث يقولون بافتخار وعلو صوت: ((نحن على استعداد للاستعانة والتعاون مع الشيطان في سبيل تحقيق كذا كذا..!)). لقد أمر الله عزَّ وجلَّ بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في كل وقت وحين وفي كل صلاة وعند قراءة القرآن وفي مواضع كثيرة.. لأن الشيطان عدو الإنسان ويجب على الإنسان أن يتخذه عدوًا قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[1]. وأمرنا عزَّ وجلَّ أن نستعين به هو: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[2].

وبدلاً من اتخاذ الشيطان عدوًا يعترف هؤلاء الناس بألسنتهم أنهم على استعداد لكي ينضموا إلى عدوهم وإلى حزب الشيطان والاستعانة به ضد خصومهم من أي فئة كانوا في سبيل تحقيق أغراض دنيوية رخيصة سرعان ما تتغير وتتبدل وغالبًا في غير صالحهم فيكونوا من الخاسرين كما قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ[3]. ويبقى عليهم إثم تعاونهم مع الشيطان وهو الخسران المبين في الدنيا والآخرة؛ قال رسول الله : «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب»[4]، «ما يتبين ما فيها» معناه لا يتدبرها ويتفكر في قبحها ولا يخاف ما يترتب عليها. لذا فإن من يقول هذه الكلمة - ولو على سبيل المبالغة وشدة الحاجة - على خطر عظيم إلا أن يتوب منها ويستغفر الله تعالى. إن الشيطان أو حتى أعوانه وأعضاء حزبه من الإنس لا يقدمون خدماتهم مجانًا بل المقابل معروف ومنصوص عليه في القرآن وهو الكفر وإهانة القرآن والرموز الإسلامية ومحاربة الإسلام والمسلمين بالوسائل المختلفة.

وختامًا أسأل الله تعالى أن يحفظ ألسنتنا عن كل كلمة تسخط رب العالمين وتهوي بنا في النار، وأن يعيذنا من الشيطان الرجيم، وأن يدخلنا جنات النعيم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.  

عدنان الطَرشَة


[1] سورة فاطر، الآية: 6.

[2] سورة الفاتحة، الآية: 5.

[3] سورة المجادلة، الآية: 19.

[4] مسلم 50.

تنزيل المقال pdf